يقتصر هذا التقسيم القصير على مقام الحجاز لكنه يختم بموال من نفس المقام. لا نسمع هنا تفرعات كثيرة إلى نغمات أخرى كما هو معتاد في التقاسيم. ربما سبب ذلك زمنه المحدود لكن الأرجح أن التقسيم أريد به التمهيد لأداء الموال أكثر منه استعراضا للعزف والمقامات، لذلك فمن الطبيعي أن يقتصر على المقام الذي سيكون منه الغناء لتركيز المقام لدى العازف والسامع معا.
يشترك الموال و التقاسيم في خاصية لا توجد في القوالب الموسيقية والغنائية الأخرى وهي الارتجال. وكما أن الأصل في التقاسيم الارتجال الفوري بما يخطر على بال العازف في لحظات الاستغراق والتأمل، فكذلك الموال يفترض أن يكون ارتجاليا بمعنى ألا يتم إعداده مسبق أو كتابته بالنوتة الموسيقية.
لكن تم كسر القاعدة في النوعين على أي حال، خاصة مع انتشار أدوات التسجيل وإتاحة إعادة الاستماع إلى نفس العمل، فأصبحت المووايل والتقاسيم تأخذ صبغة مستقرة بمجرد تسجيلها. ومن سمات الاستقرار اكتساب التسميات التي قد تكون عنوانا للموال مأخوذا من بعض كلماته أو من ارتباطه بأغنية ما، أو عنوانا للتقسيم مبني على مقامه الأساسي أو اسم مؤلفه، كما في المقطوعات والسماعيات وغيرها من أشكال الموسيقى البحتة، أو من ارتباطه كذلك بأغنية.
وأول من ثبت لحن الموال هو محمد عبد الوهاب، فقد أدى أكثر من موال مستقل وأعطاها أسماء وعناوين عرفت بها، وبذلك كسر القاعدة في ارتجال المواويل، وتبعه كثيرون في ذلك، وهو ما عرف بتلحين الموال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق