في هذا الموقع الذي يحمل اسم الفنان الموسيقار محمد عفيفي سنحاول مواصلة تقديم رسالته في الفن والموسيقى بنفس الروح ومن أجل نفس الأهداف التي كان يتبناها ويسعى من أجلها الموسيقار الكبير. لم يحظ محمد عفيفي بشهرة كبيرة في عالم الأضواء بسبب تفضيله الإقامة في مدينته التي أحبها، الإسكندرية، ولم ينتقل إلى مدينة الأضواء، القاهرة، مثلما فعل غيره من الفنانين الموسيقيين الكبار من أبناء المدينة، الذين جابت شهرتهم الآفاق مثل سلامة حجازي، سيد درويش، كامل الخلعي، ومحمود الشريف.
لكنه مع ذلك استمر في عطائه الفني، تقريبا دون مقابل، طوال حياته، وأضاف إلى إنتاجه الموسيقي عنصرين لا يقلان أهمية عما صنعه من موسيقى، وهما الحفاظ على التراث الفني الأصيل للموسيقيين الكبار، وعلى رأسهم سيد درويش، ونشر الثقافة الموسيقية بوجه عام كأحد أوجه الثقافة الراقية والذوق الرفيع.
بلغ من تعمق محمد عفيفي في علوم الموسيقى الشرقية أنه أصبح المرجع الأول في مصر في كل ما يتعلق بالتراث الموسيقي، النظريات والمقامات والأوزان، التدوين الموسيقي، أصول التلحين، قواعد الأداء، تقييم وتدريب الأصوات، تعليم الموسيقى، وغير ذلك من المجالات. بالإضافة إلى ذلك الكم الهائل الذي حمله في ذاكرته من التراث القديم بداية من الموشحات إلى المتوارث من الفن الشعبي حتى ما كان يتردد منه على ألسنة الباعة.
حاز محمد عفيفي جوائز عديدة بلغت أكثر من خمسين جائزة، وقدمت له جميعها في الإسكندرية حيث تركز نشاطه، ومن اللافت أن الشخصيات التي قدمت إليه تلك الجوائز هي التي كانت تنتقل من القاهرة إلى الإسكندرية للقائه في مناسبات مختلفة لتكريمه والإعراب عن تقديرها له.
لقب محمد عفيفي بشيخ الموسيقيين والملحنين، كما لقب بسادس الخمسة الكبار، سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وكانت تربطه صداقات فنية مع عبد الوهاب وزكريا والقصبجي. فقد التقى بعبد الوهاب مبكرا في حياته، وكان زكريا ينزل ضيفا عليه في منزله بالإسكندرية كلما زار المدينة، وكان يحمل تقديرا خاصا للقصبجي باعتباره فنانا سابقا لعصره.
عمل محمد عفيفي أستاذا للموسيقى الشرقية وآلة العود بمعهد الموسيقى العربية، وكان من تلامذته الملحن كمال الطويل، كما أنشأ فريق كورال سيد درويش الذي نشط لنحو ربع قرن في تقديم تراث الفنان الخالد. ومحمد عفيفي هو الذي أنشأ تقليد الاحتفاء بذكرى زكريا أحمد وبيرم التونسي كل عام على مسارح الإسكندرية، ومن ثم انتقل التقليد إلى القاهرة.
ولد الفنان محمد عفيفي في 28 مارس عام 1913، وكان عمره عشر سنوات عند رحيل سيد درويش، وأعجب في بداية مشواره الفني بألحان عبد الوهاب، لكنه يقول "أعجبت كغيري بألحان عبد الوهاب، لكني عندما استمعت إلى ألحان سيد درويش أدركت أنني أستمع إلى الأصل".
في الصفحات القادمة سنتعرف أكثر وعن قرب إلى فنان الإسكندرية الذي كان معلما لأجيال. ولم يكن الفن هو الرابط الوحيد بين ذلك الفنان وزملائه أو تلاميذه، كانت هناك أيضا مبادئ ومواقف وآراء، تضيف بعدا إنسانيا لسيرة الرجل الذي يذكره الجميع بالخير. سنتتبع هنا معا رحلته الطويلة مع الفن وما فيها من فنون ورؤى، وقصص وأسرار
ربما تأخر إنشاء هذا الموقع لسنوات، لكن الأمل تجدد في إحياء ذكرى الفنان محمد عفيفي بعد أن نشطت الإسكندرية في تذكر أبنائها، وشهدت أول أمسية فنية في ذكرى ميلاد موسيقارها هذا العام، ونأمل أن يستمر التقليد سنويا ليس فقط للتذكر والتكريم، وتقديم القدوة الحسنة والمثل الأعلى للأجيال الجديدة، بل لإحياء أيضا روح الفن الأصيل الذي كاد أن يندثر
في الصفحات القادمة سنتعرف أكثر وعن قرب إلى فنان الإسكندرية الذي كان معلما لأجيال. ولم يكن الفن هو الرابط الوحيد بين ذلك الفنان وزملائه أو تلاميذه، كانت هناك أيضا مبادئ ومواقف وآراء، تضيف بعدا إنسانيا لسيرة الرجل الذي يذكره الجميع بالخير. سنتتبع هنا معا رحلته الطويلة مع الفن وما فيها من فنون ورؤى، وقصص وأسرار
ربما تأخر إنشاء هذا الموقع لسنوات، لكن الأمل تجدد في إحياء ذكرى الفنان محمد عفيفي بعد أن نشطت الإسكندرية في تذكر أبنائها، وشهدت أول أمسية فنية في ذكرى ميلاد موسيقارها هذا العام، ونأمل أن يستمر التقليد سنويا ليس فقط للتذكر والتكريم، وتقديم القدوة الحسنة والمثل الأعلى للأجيال الجديدة، بل لإحياء أيضا روح الفن الأصيل الذي كاد أن يندثر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق