10 أبريل 2021

ذكرى ميلاد محمد عفيفي 2021

الموسيقار محمد عفيفي يتلقى وسام الفنون والآداب من وزير الثقافة يوسف السباعي
  


للعام التالي على التوالي تقام احتفالية ذكرى ميلاد الفنان محمد عفيفي بالتواصل عبر الإنترنت بسبب القيود التي فرضها وباء كورونا وتوقف الاحتفالات حرصا على الصحة العامة .. ندعو الله العلي القدير أن يرفع عنا الوباء لتعود الحياة إلى سيرتها الأولى ويجتمع شمل الأحبة والأصدقاء إنه سميع مجيب الدعاء وهو على كل شي قدير

فقدنا بسبب كورونا أعز الأصدقاء من الفنانين في الإسكندرية خلال العام الماضي، الفنان نادر زغلول صاحب الصوت الجميل والفنان حمدي صالح الموسيقي الماهر وقبل ذلك الفنان مدحت بسيوني قائد فرقة الإسكندرية للموسيقى العربية، دعواتنا لهم جميعا بالرحمة والمغفرة .. ونذكر لهم هم مشاركتهم معنا في مناسبات كثيرة عزيزة منها ذكرى ميلاد الفنان محمد عفيفي

الجديد في برنامج الذكرى وما نركز عليه في هذه المناسبة هو إنشاء موقع "مكتبة الأستاذ عفيفي" الذي يوثق محتويات المجلدات الضخمة التي ضمتها مكتبته الخاصة، وأهمها مجلدات المجلات الفنية الصادرة في مصر منذ عام 1928 حتى عام 1949 ومنها مجلة الراديو والإذاعة والصباح وغيرها كثير .. تكتسب المواد المنشورة أهميتها من كونها أخبار واقعية عن أحوال الفن والمجتمع بصفة عامة وأنها ليست سردا لمذكرات تعكس انطباعات أو أفكار كاتبيها

عند متابعة المواد المنشورة في "مكتبة الأستاذ عفيفي" سنجد أخبارا موثقة بالكلمة والصورة والتاريخ، وأحيانا بالساعة والدقيقة، لأحداث تلك الفترة الهامة من تاريخ مصر والتي شهدت تطورات كبيرة في الفن وغير الفن. سنجد أخبار الكبار مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وسيد درويش وزكريا أحمد والقصبجي والسنباطي وفتحية أحمد وأسمهان، كما سنكتشف كيف صعدت نجوم جديدة في سماء الفن وكيف تنبأ لها الوسط الفني بالنجومية وهم أطفال صغار

سنكتشف أيضا كيف كانت حركة النقد الفني قوية مؤثرة، وأفردت لها الصحافة حيزا كبيرا على صفحاتها دون مجاملات أو دعايات فارغة مع الالتزام بالمحتوى الفني واحترام الفنانين حفظ كرامتهم وحقوقهم. ومع ذلك تشف بعض الصفحات حملة منظمة قاسية ضد أمير شعراء العامية بيرم التونسي قادها بعض الزجالين وكتاب الأغاني، لكنها سرعان ما خبتت واختفت أسماء كتابها بينما لمع اسم بيرم أكثر وأكثر، إلى أن أطلق عليه شاعر الشعب في أواسط الأربعينات

هذا بالطبع إلى جانب أخبار محمد عفيفي نفسه والتي صورت جانبا هاما من نشاطه الفني الذي بدأه بالتلحين لإذاعة القاهرة عام 1938، واللافت للنظر اهتمام مجلة الراديو المصري، الإذاعة المصرية لاحقا، بنشر أعماله منذ أول لحن له

بالإضافة إلى المجلات تضم المكتبة العديد من الكتب الموسيقية والنوتات ودواوين الأشعار، من ضمنها مجلد أعمال مؤتمر الموسيقى العربية الشهير عام 1932 بالقاهرة وهو نسخة نادرة من كتاب المؤتمر الذي لم يتبق منه إلا نسخ معدودة

تم إهداء جزء كبير من مكتبة محمد عفيفي إلى مكتبة الإسكندرية التي تعهدت بنشر جميع محتوياتها على موقعها، أما ما ننشره نحن فهو ما تعلق بالفن أو الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة. وقد التزمنا في النشر بالنظام الذي وضعه الفنان محمد عفيفي لمكتبته، وقد كان حريصا على ترتيب كل شيء زمنيا ونوعيا

استغرق العمل في موقع عاما كاملا من العمل بدءا من الفهرسة إلى التصوير إلى الرقمنة الكاملة لكل صورة أو خبر مقال حتى تصبح المادة قابلة للنشر الإلكتروني. ونرجوأن تكون المكتبة عونا لكل من يرغب في الاطلاع أو البحث، وقد يجد القارئ إجابة موثقة تؤكد له، أو تنفي، ما يتوارد في وسائط مختلفة حول الفن وتاريخه وقضاياه

وأخيرا، ومع قرب انتهاء العمل بالموقع، رأينا أن نضيف لمسات حيوية للصفحات المنشورة، فسيجد القارئ تسجيلات صوتية للمواد الفنية المنشورة ببرامج الإذاعة بالتاريخ واليوم والساعة، حتى تكتمل الصورة بالاستماع إلى كيف كانت مصر تغني في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، ولنعلم كيف تغير الفن بعد ذلك، وماذا تقدم منه وماذا تأخر .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق