ودعت الإسكندرية اليوم فنانها المتألق نادر زغلول بعد مسيرة فنية حافلة قدم خلالها عشرات من الأغنيات لمعظم مؤلفي الإسكندرية وملحنيها، وهو ثاني فنان كبير نفتقده خلال عامين، بعد أن فقدنا الفنان القدير أسامة رؤوف عام 1918
لم يتميز نادر بصوته فقط بل بصفات خاصة في شخصيته جعلته صديقا للجميع، فكان الإنسان البشوش المبتسم وكان الفنان الحساس الهادئ بطبعه والمتذوق المتأمل للفن قديمه وحديثه
نساية عيونك - غناء نادر زغلول
كلمات مصطفى خميس - ألحان أسامة عفيفي
تعرفت إلى نادر عام 1991 عندما رشحته الإذاعة لي كي أقدم له لحنا جديدا بمناسبة الاحتفال بعيد الإذاعة والتليفزيون وكنت قد اخترت أغنية من كلمات الشاعر القدير الراحل مصطفى خميس بعنوان "نساية عيونك"
تكرم نادر بالحضور إلى منزلي لأداء البروفات الأولية ثم أتممنا البروفات مع الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار أحمد خليل، وتقرر أن تقدم الأغنية على مسرح سيد درويش حيث كان يقام الاحتفال
كنت أثناء الحفل في مقاعد المشاهدين يتملكني القلق بينما أترقب ظهور نادر زغلول على المسرح وأتطلع لأرى كيف سيكون استقبال الجمهور
بدأت الموسيقى تعزف المقدمة ثم كانت المفاجأة السارة أن طلب الجمهور إعادتها قبل أن يبدأ نادر في الغناء .. فاطمأننت كثيرا لكن عندما بدأ نادر في الغناء تحول الاطمئنان إلى فرحة .. كان أداؤه جميلا معبرا ومنسجما تماما مع روح اللحن، واستقبله الجمهور بموجة عالية من الهتاف والتصفيق
ولا أنسى كم كانت سعادتي عندما جاءني مدير الموسيقى والغناء مهنئا وقائلا "مبروك .. أغنيتك نجحت" .. وفي الاستراحة كنت مع نادر وقد التف حولنا وفد من المذيعين لتسجيل أحاديث معنا بهذه المناسبة
كانت بداية طيبة .. جعلتني أفكر في تكرار التجربة مع نادر في عمل آخر، وكانت أغنية بعنوان "صباح الحب" .. وهذه المرة كان من المقرر تسجيل الأغنية داخل ستوديو الإذاعة، لكن شيئا ما حدث فتعطل التسجيل، وحدث أن سافرت بعدها إلى خارج مصر للعمل ولم أعد إلا بعد بسنوات نسيت معها الأغنية والتسجيل والأمر كله وانشغلت بأشياء أخرى، خاصة أن الإذاعة أوقفت تسجيلاتها وإنتاجها في ذلك الوقت
يمر الزمن ونلتقي مرات ومرات، خاصة في مناسبات إحياء ذكرى أستاذنا الفنان محمد عفيفي التي كان يحرص نادر زغلول على حضورها بانتظام كل عام كان آخرها عام 2019، وكان يشترك بالغناء فيها إلى جانب كلماته الرقيقة التي كان يحدث بها الجمهور فيستحوذ على إعجابه غناء وحديثا. ويذكر بفخر كيف تعلم وتدرب على يد الأستاذ عفيفي في فريق كورال سيد درويش، وأنه غنى من ألحانه، مشيرا إلى لحن بعنوان "افتحوا الأبواب" من كلمات عبد المنعم كاسب سجل عام 1996. وفي عام 2019 اختار أن يقدم أغنية أخرى لمحمد عفيفي بعنوان "باعني وليه اشتريته". وكل هذا الأغاني مسجلة ومنشورة على يوتيوب وسبق لنا تقديمها في هذا الموقع
عودة إلى "صباح الحب" .. فوجئت هذا العام فقط 2020 برسالة من نادر زغلول وبها تسجيل للأغنية لم أسمعه قبل ذلك .. ولم أكن أعلم حتى تلك اللحظة بأنه قد تم تسجيلها .. فرجوته أن نلتقي لأحصل منه على التسجيل الأصلي لإعداده للنشر، لكن اللقاء لم يتم وكان القدر أسبق ..
تلقى نادر زغلول التكريم من عدة جهات فنية وثقافية، ومن بينها جائزة محمد عفيفي التي قدمتها له جمعية الموسيقار محمد عفيفي في إحدى احتفاليات ذكراه
هذه بعض ذكرياتي مع الفنان الخلوق صاحب الإحساس المرهف والذوق الرفيع نادر زغلول، وإذا كان قد رحل بجسده عنا فستبقى ذكراه ويبقى فنه بيننا يذكرنا دائما بأن الأخلاق العالية والأدب الجم والحس الرقيق سمات أساسية للفنان الأصيل
تكرم نادر بالحضور إلى منزلي لأداء البروفات الأولية ثم أتممنا البروفات مع الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار أحمد خليل، وتقرر أن تقدم الأغنية على مسرح سيد درويش حيث كان يقام الاحتفال
كنت أثناء الحفل في مقاعد المشاهدين يتملكني القلق بينما أترقب ظهور نادر زغلول على المسرح وأتطلع لأرى كيف سيكون استقبال الجمهور
بدأت الموسيقى تعزف المقدمة ثم كانت المفاجأة السارة أن طلب الجمهور إعادتها قبل أن يبدأ نادر في الغناء .. فاطمأننت كثيرا لكن عندما بدأ نادر في الغناء تحول الاطمئنان إلى فرحة .. كان أداؤه جميلا معبرا ومنسجما تماما مع روح اللحن، واستقبله الجمهور بموجة عالية من الهتاف والتصفيق
ولا أنسى كم كانت سعادتي عندما جاءني مدير الموسيقى والغناء مهنئا وقائلا "مبروك .. أغنيتك نجحت" .. وفي الاستراحة كنت مع نادر وقد التف حولنا وفد من المذيعين لتسجيل أحاديث معنا بهذه المناسبة
كانت بداية طيبة .. جعلتني أفكر في تكرار التجربة مع نادر في عمل آخر، وكانت أغنية بعنوان "صباح الحب" .. وهذه المرة كان من المقرر تسجيل الأغنية داخل ستوديو الإذاعة، لكن شيئا ما حدث فتعطل التسجيل، وحدث أن سافرت بعدها إلى خارج مصر للعمل ولم أعد إلا بعد بسنوات نسيت معها الأغنية والتسجيل والأمر كله وانشغلت بأشياء أخرى، خاصة أن الإذاعة أوقفت تسجيلاتها وإنتاجها في ذلك الوقت
يمر الزمن ونلتقي مرات ومرات، خاصة في مناسبات إحياء ذكرى أستاذنا الفنان محمد عفيفي التي كان يحرص نادر زغلول على حضورها بانتظام كل عام كان آخرها عام 2019، وكان يشترك بالغناء فيها إلى جانب كلماته الرقيقة التي كان يحدث بها الجمهور فيستحوذ على إعجابه غناء وحديثا. ويذكر بفخر كيف تعلم وتدرب على يد الأستاذ عفيفي في فريق كورال سيد درويش، وأنه غنى من ألحانه، مشيرا إلى لحن بعنوان "افتحوا الأبواب" من كلمات عبد المنعم كاسب سجل عام 1996. وفي عام 2019 اختار أن يقدم أغنية أخرى لمحمد عفيفي بعنوان "باعني وليه اشتريته". وكل هذا الأغاني مسجلة ومنشورة على يوتيوب وسبق لنا تقديمها في هذا الموقع
عودة إلى "صباح الحب" .. فوجئت هذا العام فقط 2020 برسالة من نادر زغلول وبها تسجيل للأغنية لم أسمعه قبل ذلك .. ولم أكن أعلم حتى تلك اللحظة بأنه قد تم تسجيلها .. فرجوته أن نلتقي لأحصل منه على التسجيل الأصلي لإعداده للنشر، لكن اللقاء لم يتم وكان القدر أسبق ..
تلقى نادر زغلول التكريم من عدة جهات فنية وثقافية، ومن بينها جائزة محمد عفيفي التي قدمتها له جمعية الموسيقار محمد عفيفي في إحدى احتفاليات ذكراه
هذه بعض ذكرياتي مع الفنان الخلوق صاحب الإحساس المرهف والذوق الرفيع نادر زغلول، وإذا كان قد رحل بجسده عنا فستبقى ذكراه ويبقى فنه بيننا يذكرنا دائما بأن الأخلاق العالية والأدب الجم والحس الرقيق سمات أساسية للفنان الأصيل