أنشأ محمد
عفيفي مكتبة ثرية ضمت كتبا وصحفا ومجلات ونوتات موسيقية لألحان كبار الفنانين مثل
سيد درويش وزكريا أحمد، إلى جانب نوت ألحانه الخاصة. وقسم كبير من هذه المكتبة يحتوي
على مواد سمعية لمئات الألحان على شرائط كاسيت
تنشر تباعا
أجزاء من هذه المكتبة على موقع خاص باسم مكتبة الموسيقار محمد عفيفي، سوف يتم ربطه بهذا الموقع، روعي فيه جودة التصنيف والتبويب وإمكان الوصول
بسهولة إلى المعلومات ومصادرها
تضم المكتبة مجلدات ضخمة لمجلات واسعة الانتشار مثل "الراديو" و"الراديو المصري" و"الإذاعة المصرية" و"الصباح" وغيرها كثير. وجميعها تهتم بالفن والسياسة والمجتمع وتغطي أحداثا لفترة تتجاوز 20 عاما من 1928 حتى 1949، وهي فترة غنية بالتغيرات والتحولات التي ساهمت في تغيير شكل الحياة إلى أن تبدلت تماما في الخمسينات والستينات من القرن العشرين
وترجع أهمية هذه المجلدات إلى أنها تحوي أخبارا من واقع الأحوال وليس سردا لمذكرات أو انطباعات شخصية، ومنها يتبين كيف كانت أحوال مصر والعالم العربي في ذلك الوقت، وكيف كان الفن والفنانون، وكيف ظهر الفنانون الجدد الذين أصبحوا نجوما فيما بعد
إلى جانب الصحف
والمجلات هناك عشرات من الكتب النادرة والمراجع القيمة في الأدب والفن والموسيقى،
بعضها يرجع تاريخه إلى أكثر من مائة عام
من ضمن ما
اشتملت عليه أخبار الصحف والمجلات برامج الإذاعة اليومية، وقد نشرت إلى جانب كل
عمل فني اسم المؤلف والملحن والمؤدي، مع بيان يوم وتاريخ وساعة الإذاعة، وتعتبر سجلات
نادرة لمسيرة الفن والفنانين. ومن بينها ألحان محمد عفيفي التي بدأ تسجيلها لإذاعة
القاهرة عام 1938 بصوته ثم بأصوات أخرى مثل عزيزة جميل، صباح، فوزية أحمد، دنيا
زاد وفتحية أحمد. ويذكر أن محمد عفيفي لم يغن لأي ملحن آخر وكانت جميع أعماله التي
قدمها بصوته من تلحينه
من أخبار
محمد عفيفي توسط الموسيقار محمد عبد الوهاب بينه وبين إذاعة القاهرة لإنهاء خلافه
معها الذي نشب بعد نحو 10 سنوات من التعامل المنتظم بسبب سوء إدارة الإذاعة التي
كانت محل انتقاد جميع الفنانين وتذمرهم بمن فيهم كبار الفنانين مثل محمد عبد
الوهاب نفسه وأم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهم، كما هاجمتها معظم الصحف والمجلات
واتهمتها صراحة بالفساد الإداري والمالي
من الكتب
النادرة في مكتبة محمد عفيفي
سفينة شهاب
|
محمد بن اسماعيل بن عمر شهاب الدين
|
1893
|
قاموس تصوير الأنغام
|
منصور عوض
|
1902
|
نيل الأرب في موسيقى الإفرنج والعرب
|
أحمد أمين الديك
|
1902
|
المغاني المصرية
|
كامل الخلعي
|
1910
|
روضة البلابل
|
اسكندر شلفون
|
1921
|
الأغاني للخلعي
|
كامل الخلعي
|
1922
|
قانون أطوال الأوتار
|
أحمد أمين الديك
|
1926
|
كتاب مؤتمر الموسيقى العربية
|
لجنة تنظيم المؤتمر
|
1932
|
كنا قد
نشرنا في السابق أخبار الأستاذ عفيفي في الصحافة لنحو 40 عاما من 1954 إلى 1993، وأخبار
الإنترنت من 2003 إلى الآن
ويسرنا أن
نضيف إليها الآن أخبار الفترة الأقدم بين 1938 و 1949 التي غطتها مكتبته، وأيضا ما نشر
عنه بعد 1993 حتى تكتمل الصورة
وما يهمنا
في هذا التوثيق هو النموذج الذي قدمه محمد عفيفي كشخصية فنية فريدة لا يهمه البحث
عن المال أو الشهرة بقدر ما يهمه خدمة الفن كمادة تعبير إنساني رفيع المستوى عميق
العلم والمعرفة. وكان لا يبخل بعلمه على أحد ووصل علمه إلى آلاف الدارسين داخل
وخارج مصر، وحتى بعد رحيله ما زال علمه يجري بين الأجيال الجديدة يثير النقاش ويضيء
الطريق ويحفظ للتراث الفني قيمته ومكانته
لو تأملنا
الفترة بين 1957 و 1980 في مسيرة محمد عفيفي الطويلة قد تبدو لنا فترة سكون أو
توقف عن النشاط ، لا أخبار ولا صحافة، فقد ترك الإذاعة عام 1960 بعد خلاف مع
إدارتها، وترك التدريس في معهد الموسيقى عام 1964 بعد خلاف آخر مع إدارته، ولم يعد
له إنتاج جديد ولكن .. حقيقة ما جري أن الرجل كان يعمل في صمت .. صوب
بوصلته نحو التراث الذي وعاه جيدا، وحمل رسالة جديدة هي توصيل كنوز التراث إلى الشباب
.. بدأ مسيرتها تحديداعام 1967
اختص محمد عفيفي فن سيد درويش بجهد كبير وقدمه على فنه الخاص، وفي فريق كورال سيد درويش أنشأ مدرسة جديدة تماما هي فن الغناء الجماعي الذي اندثر تحت أقدام عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم .. جعل شعاره مثل شعار سيد درويش، الفن للجميع .. نقب في مسرح سيد درويش الغنائي واختار أن يعيد تقديمه حيا على المسرح من جديد .. مع إنشاء فرقة موسيقية تستطيع أداء فن التراث الذي كاد يضيع
كان عملا
مضنيا يستلزم الكثير من الجهد والوقت وضبط الموعيد والالتزام بها، وتدريب متواصل
للشباب، وإقامة الندوات والبروفات، في حر الصيف وأيام
الأنواء وبرد الشتاء
كنا نسمع
في بروفاته ألحانا مختلفة تماما عما كان سائدا وقتها، ألحان صنعت ليغنيها الشعب
وليس المطربين، ألحان نبعت من الحس الشعبي الخالص لكن بأرقى صياغة فنية، كان الشباب
يستقبلها بانبهار وإعجاب كبير، ويرددها بكل حماس وإحساس، وأصبح لمحمد عفيفي جمهور
جديد من عشاق الفن يلتفون حوله بكل الود والمحبة
وعندما
نضجت التجربة واستطاعت تقديم ما لديها للجمهور بدأ الإعلام يستشعر وجود التيار الجديد
القوي، وبدأ يتلمس طريقه إلى حيث يوجد محمد عفيفي وفرقه في الإسكندرية، فعادت الصحافة تسعى
لمقابلته وتكتب عنه، بل انتقلت إليه الوفود من القاهرة تلتقي به وتستمع إلى ما
أنجزه
ولم يقتصر الأمر على وفود الإذاعة والتليفزيون والصحافة، بل تعداه إلى الوفود الرسمية التي ضمت وزراء ورؤساء هيئات، وانهالت عليه الجوائز وشهادات التقدير حتى بلغت أكثر من خمسين جائزة في بضع سنوات، وكانت لجان تقديم الجوائز تنتقل من القاهرة إلى الإسكندرية لتقدمها إلى محمد عفيفي الذي لم يقرر أبدا الانتقال إلى العاصمة
ولم يقتصر الأمر على وفود الإذاعة والتليفزيون والصحافة، بل تعداه إلى الوفود الرسمية التي ضمت وزراء ورؤساء هيئات، وانهالت عليه الجوائز وشهادات التقدير حتى بلغت أكثر من خمسين جائزة في بضع سنوات، وكانت لجان تقديم الجوائز تنتقل من القاهرة إلى الإسكندرية لتقدمها إلى محمد عفيفي الذي لم يقرر أبدا الانتقال إلى العاصمة
هكذا يثبت هذا الفنان القدير أن الفن الجيد جدير بكسب التقدير والاحترام وأن الشعب هو من يستحق التوجه إليه وليس مديري المحطات وأصحاب الصالات أو المطربين والمطربات
عند البحث
في مكتبة الأستاذ عفيفي نكتشف موهبة أخرى ساعدته كثيرا في تكوينها، وهي القدرة
الهائلة على تصنيف الوثائق زمنيا ونوعيا بدقة شديدة، كل شيء مرتب بحيث لا يحتاج
القارئ أو الباحث إلا للقراءة والاطلاع فقط
ومساهمة في نشر التراث سعينا إلى "رقمنة" مواد هذه المكتبة النادرة ليتسنى نشرها على الإنترنت سواء كانت مقروءة أو مسموعة. استطعنا حتى الآن نشر جزء هام منها، ونذكر منها على سبيل المثال 40 عملا مسجلا لألحان سيد درويش الأصلية بصوت محمد عفيفي مصحوبة بشرح فني مبسط ، ونعد رواد الموقع بموالاة النشر حتى تكتمل الرسالة بإذن الله
تم إهداء جزء كبير من مكتبة محمد عفيفي إلى مكتبة الإسكندرية في مارس 2018 بمناسبة ذكرى ميلاده، في إطار برنامج "ذاكرة مصر" الذي ترعاه، على وعد بنشر محتوياتها على موقع مكتبة الإسكندرية بعد إعدادها للنشر
روابط
مكتبة الموسيقار محمد عفيفي
محمد عفيفي - أقوال الصحف 1954 - 1993
محمد عفيفي - أخبار الإنترنت
محمد عفيفي - ندوات واحتفاليات