تقاسيم عود مقام سيكاه هزام - الموسيقار محمد عفيفي
مقام الهزام مقام شرقي أصيل وهو أحد فروع مقام السيكاه. والمقام الأصلي وفرعه من المقامات الشرقية التي ليس لها
نظير على الإطلاق في الموسيقى الغربية، ولذلك يحتفظ المقام بأصالة مستمدة
من روح الشرق وثقافته. يرتكز الأصل والفرع على الدرجة الثالثة في السلم الشرقي "سيكاه"، ويختلفان
في الجنس الأوسط حيث يكون راست على النوا في مقام السيكاه وحجاز على النوا
في الهزام. تعادل الدرجة الثالثة في الأسماء الغربية درجة "مي" لكنها
ناقصة ربع درجة عن الدرجة الطبيعية، وتعادل درجة النوا درجة صول على السلم
الغربي.
هذا التغيير في وسط مقام السيكاه من الراست إلى الحجاز يضيف تأثيرا عاطفيا كبيرا إلى المقام، مما جعله يعرف باسم "هزام" مع عدم الإشارة إلى المقام الأصلي المتفرع عنه. وسواء تم عزف الموسيقى على العود أو الكمان أو القانون أو الناي يبقى التأثير الناتج عن تغيير أبعاد المقام أقوى من تأثير تغيير الآلة.
ينتقل العزف في هذه التقاسيم من مقام الهزام بتغييرات طفيفة في الجنس الأوسط إلى أنغام الراست على النوا، وهو بذلك يعيد الهزام إلى أصله، ثم إلى بياتي النوا، وهو من التفرعات المنطقية لمقام السيكاه، ثم يعود سريعا إلى ركوز المقام في كل مرة.
لكنه قرب النهاية يعلو مع ازدياد القوة والحركة إلى مقام راست الكردان، وهو جواب مقام الراست المعتاد، مع تبادل سريع للعزف على أكثر من وتر في نفس الوقت، وحينما يعود إلى مقام الهزام نكتشف الفرق الكبير بين المقامين وما يناسب كل منهما في التعبير النغمي
من أمثلة الألحان المعروفة من مقام الهزام موشح "وجهك مشرق" من تلحين محمد عثمان، ولمحمد عبد الوهاب سماعي كامل باسم "سماعي هزام" ألفه في أول عهده بالتأليف الموسيقي قبل أن يترك السماعيات إلى الموسيقى الحرة.